کد مطلب:90517 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:524

خطبة له علیه السلام (30)-یوم الجمعة التی دخل فیها الکوفة















بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ، أَحْمَدُهُ وَ أَسْتَعینُ بِهِ، وَ أَسْتَهْدیهِ وَ أُؤْمِنُ بِهِ، وَ أَتَوَكَّلُ عَلَیْهِ.

وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَ الرَّدی، مَنْ یَهْدِی اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ یُضْلِلْ فَلا هَادِیَ لَهُ.

وَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَریكَ لَهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدی وَ دینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ.

إِنْتَجَبَهُ لأَمْرِهِ، وَ اخْتَصَّهُ بِنُبُوَّتِهِ[1].

أَكْرَمُ خَلْقِهِ عَلَیْهِ، وَ أَحَبُّهُمْ إِلَیْهِ.

فَبَلَّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ، وَ نَصَحَ لأُمَّتِهِ، وَ أَدَّی الَّذی عَلَیْهِ[2].

أُوصیكُمْ، عِبَادَ اللَّهِ، بِتَقْوَی اللَّهِ، فَإِنَّهَا خَیْرُ مَا تَوَاصَی الْعِبَادُ بِهِ[3]، وَ أَقْرَبُهُ مِنْ رِضْوَانِ

[صفحه 356]

اللَّهِ[4]، وَ خَیْرُ عَوَاقِبِ الأُمُورِ عِنْدَ اللَّهِ، وَ بِتَقْوَی اللَّهِ أُمِرْتُمْ، وَ لِلاِحْسَانِ وَ الطَّاعَةِ خُلِقْتُمْ[5].

فَاحْذَرُوا مِنَ اللَّهِ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ، فَإِنَّهُ حَذَّرَ بَأْساً شَدیداً[6]، وَ اخْشَوْهُ خَشْیَةً لَیْسَتْ بِتَعْذیرٍ.

وَ اعْمَلُوا للَّهِ[7] فی غَیْرِ رِیَاءٍ وَ لا سُمْعَةٍ، فَإِنَّهُ[8] مَنْ یَعْمَلْ لِغَیْرِ اللَّهِ یَكِلْهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ[9] إِلی مَنْ عَمِلَ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ، وَ مَنْ یَعْمَلْ مُخْلِصاً للَّهِ یَتَوَلَّی اللَّهُ ثَوَابَهُ[10].

وَ أَشْفِقُوا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَمْ یَخْلُقْكُمْ عَبَثاً، وَ لَمْ یَدَعْ شَیْئاً مِنْ أَمْرِكُمْ سُدیً.

قَدْ سَمَّی آجَالَكُمْ، وَ كَتَبَ آثَارَكُمْ، وَ عَلِمَ أَسْرَارَكُمْ، وَ أَحْصی أَعْمَالَكُمْ.

فَلا تَغْتَرُّوا بِالدُّنْیَا فَإِنَّهَا[11] ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ تَغُرُّ وَ تَضُرُّ وَ تَمُرُّ، غَرَّارَةٌ لأَهْلِهَا، مَغْرُورٌ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا، وَ إِلی فَنَاءٍ مَا هُوَ عَلَیْهَا[12].

إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی لَمْ یَرْضَهَا ثَوَاباً لأَوْلِیَائِهِ، وَ لا عِقَاباً لأَعْدَائِهِ.

وَ إِنَّ أَهْلَ الدُّنْیَا كَرَكْبٍ بَیْنَا هُمْ حَلُّوا، إِذْ صَاحَ بِهِمْ سَائِقُهُمْ فَرَحَلُوا[13]، وَ إِنَّ الآخِرَةَ هِیَ دَارُ الْقَرَارِ[14].

[صفحه 357]

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْمَكْرَ وَ الْخَدیعَةَ فِی النَّارِ، فَكُونُوا مِنَ اللَّهِ عَلی وَ جَلَّ، وَ مِنْ صَوْلَتِهِ عَلی حَذَرٍ.

إِنَّ اللَّهَ لا یَرْضی لِعِبَادِهِ بَعْدَ إِعْذَارِهِ وَ إِنْذَارِهِ اسْتِطْرَاداً وَ اسْتِدْرَاجاً مِنْ حَیْثُ لا یَعْلَمُونَ، وَ لِهذَا یُضِلُّ سَعْیَ الْعَبْدِ حَتَّی یَنْسَی الْوَفَاءَ بِالْعَهْدِ، وَ یَظُنَّ أَنَّهُ قَدْ أَحْسَنَ صُنْعاً.

وَ لا یَزَالُ كَذَلِكَ فی ظَنٍّ وَ رَجَاءٍ، وَ غَفْلَةٍ عَمَّا جَاءَهُ مِنَ النَّبَأِ، یَعْقِدُ عَلی نَفْسِهِ الْعَقْدَ، وَ یُهْلِكُهَا بِكُلِّ جُهْدٍ[15]، وَ هُوَ فی مُهْلَةٍ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلی عَهْدٍ[16]، یَهْوی بِهَا مَعَ الْغَافِلینَ، وَ یَغْدُو[17] مَعَ الْمُذْنِبینَ، وَ یُجَادِلُ فی طَاعَةِ اللَّهِ الْمُؤْمِنینَ، وَ یَسْتَحْسِنُ تَمْویهَ الْمُتْرَفینَ.

فَهؤُلاءِ قَوْمٌ شُرِحَتْ صُدُورُهُمْ بِالشُّبْهَةِ، وَ تَطَاوَلُوا عَلی غَیْرِهِمْ بِالْفِرْیَةِ، وَ حَسِبُوا أَنَّهَا للَّهِ قُرْبَةٌ،

وَ ذَلِكَ لأَنَّهُمْ عَمِلُوا بِالْهَوی، وَ غَیَّرُوا كَلامَ الْحُكَمَاءِ، وَ حَرَّفُوهُ بِجَهْلٍ وَ عَمی، وَ طَلَبُوا بِهِ السُّمْعَةَ وَ الرِّیَاءَ[18]، بِلا سَبیلٍ قَاصِدٍ، وَ لا إِمَامٍ قَائِدٍ، وَ لا عِلْمٍ مُبینٍ، وَ لا دینٍ مَتینٍ، وَ لا أَعْلامٍ جَارِیَةٍ، وَ لا مَنَارٍ مَعْلُومٍ، إِلی أَمَدِهِمْ، وَ إِلی مَنْهَلٍ هُمْ وَارِدُوهُ[19].

حَتَّی إِذَا كَشَفَ اللَّهُ[20] لَهُمْ عَنْ جَزَاءِ مَعْصِیَتِهِمْ، وَ اسْتَخْرَجَهُمْ مِنْ جَلابیبِ غَفْلَتِهِمْ، اسْتَقْبَلُوا مُدْبِراً، وَ اسْتَدْبَرُوا مُقْبِلاً، فَلَمْ یَنْتَفِعُوا بِمَا أَدْرَكُوا مِنْ طَلِبَتِهِمْ، وَ لا بِمَا قَضَوْا مِنْ وَطَرِهِمْ، وَ صَارَ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ وَبَالاً، فَصَارُوا یَهْرُبُونَ مِمَّا كَانُوا یَطْلُبُونَ[21].

فَإِنّی أُحَذِّرُكُمْ وَ نَفْسِیَ هذِهِ الْمَنْزِلَةَ[22]، وَ آمُرُكُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ الَّذی لا یَنْفَعُ غَیْرُهُ[23].

فَلْیَنْتَفِعِ امْرُؤٌ بِنَفْسِهِ إِنْ كَانَ صَادِقاً عَلی مَا یُجِنُّ ضَمیرُهُ[24]، فَإِنَّمَا الْبَصیرُ مَنْ سَمِعَ فَتَفَكَّرَ، وَ نَظَرَ فَأَبْصَرَ، وَ انْتَفَعَ بِالْعِبَرِ، ثُمَّ سَلَكَ جَدَداً وَاضِحاً، یَتَجَنَّبُ فیهِ الصَّرْعَةَ فِی الْمَهَاوی،

[صفحه 358]

وَ الضَّلالَ فِی الْمَغَاوی[25]، وَ لا یُعینُ عَلی نَفْسِهِ الْغُوَاةَ، بِتَعَسُّفٍ فی حَقٍّ، أَوْ تَحْریفٍ فی نُطْقٍ، أَوْ تَخَوُّفٍ مِنْ[26] صِدْقٍ.

وَ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ.

قُولُوا مَا قیلَ لَكُمْ، وَ سَلِّمُوا لِمَا رُوِیَ لَكُمْ، وَ لا تَكَلَّفُوا مَا لَمْ تُكَلَّفُوا، فَإِنَّمَا تَبِعَتُهُ عَلَیْكُمْ فیمَا كَسَبَتْ أَیْدیكُمْ، وَ لَفَظَتْ أَلْسِنَتُكُمْ، أَوْ سَبَقَتْ إِلَیْهِ غَایَاتُكُمْ.

وَ احْذَرُوا الشُّبْهَةَ، فَإِنَّهَا وُضِعَتْ لِلْفِتْنَةِ.

وَ اقْصُدُوا السُّهُولَةَ.

وَ اعْمَلُوا فیمَا بَیْنَكُمْ بِالْمَعْرُوفِ مِنَ الْقَوْلِ وَ الْفِعْلِ.

وَ اسْتَعْمِلُوا الْخُضُوعَ، وَ اسْتَشْعِرُوا الْخَوْفَ وَ الاِسْتِكَانَةَ للَّهِ.

وَ اعْمَلُوا فیمَا بَیْنَكُمْ بِالتَّوَاضِعِ وَ التَّنَاصُفِ، وَ التَّبَاذُلِ وَ كَظْمِ الْغَیْظِ، فَإِنَّهَا وَصِیَّةُ اللَّهِ.

وَ إِیَّاكُمْ وَ التَّحَاسُدَ وَ الأَحْقَادَ فَإِنَّهُمَا مِنْ فِعْلِ الْجَاهِلِیَّةِ.

وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبیرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[27].

أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِرُكُوبِهِمُ الْمَعَاصِی[28]، وَ لَمْ یَنْهَهُمُ الرَّبّانِیُّونَ وَ الأَحْبَارُ عَنْ ذَلِكَ، فَإِنَّهُمْ لَمَّا تَمَادَوْا فِی الْمَعَاصی أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِمُ الْعُقُوبَاتِ[29].

أَلا فَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ یَنْزِلَ بِكُمُ الَّذی نَزَلَ بِهِمْ[30].

أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ، إِنَّهُ مَنْ رَأَی عُدْوَاناً یُعْمَلُ بِهِ، وَ مُنْكَراً یُدْعی إِلَیْهِ، فَأَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وَ بَرِئَ.

[صفحه 359]

وَ مَنْ أَنْكَرَهُ بِلِسَانِهِ فَقَدْ أُجِرَ[31]، وَ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِهِ.

وَ مَنْ أَنْكَرَهُ بِالسَّیْفِ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِیَ الْعُلْیَا وَ كَلِمَةُ الظَّالِمینَ هِیَ السُّفْلی، فَذَلِكَ الَّذی أَصَابَ سَبیلَ الْهُدی، وَ قَامَ عَلَی الطَّریقِ، وَ نَوَّرَ اللَّهُ فی قَلْبِهِ الْیَقینَ.

أَلا وَ اعْلَمُوا[32] أَنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَخُلُقَانِ مِنْ خُلُقِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ،

وَ أَنَّهُمَا لا یُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ[33]، وَ لا یَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ[34].

فَإِنَّ الأَمْرَ[35] یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الأَرْضِ كُلَّ یَوْمٍ[36] كَقَطَرَاتِ[37] الْمَطَرِ، إِلی كُلِّ نَفْسٍ بِمَا قُسِمَ[38] لَهَا مِنْ زِیَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ، فی أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ.

فَإِذَا رَأَی [39] أَحَدُكُمْ لأَخیهِ غَفیرَةً[40] فی أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ فَلا تَكُونَنَّ لَهُ فِتْنَةً، فَإِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مَا لَمْ یَغْشَ دَنَاءَةً تَظْهَرُ فَیَخْشَعَ لَهَا، وَ تُذِلُّهُ[41] إِذَا ذُكِرَتْ لَهُ[42]، وَ یُغْری بِهَا لِئَامُ النَّاسِ،

كَانَ كَالْفَالِجِ الْیَاسِرِ الَّذی یَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِهِ، تُوجِبُ لَهُ الْمَغْنَمَ، وَ یُرْفَعُ عَنْهُ بِهَا[43]

[صفحه 360]

الْمَغْرَمُ. وَ كَذَلِكَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ الْبَرِی ءُ مِنَ الْخِیَانَةِ وَ الْكَذِبِ[44] یَنْتَظِرُ مِنَ اللَّهِ كُلَّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ[45] إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ:

إِمَّا دَاعِیَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ[46]، فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ لَهُ[47].

وَ إِمَّا رِزْقَ اللَّهِ[48]، فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْلٍ وَ مَالٍ وَ مَعَهُ دینُهُ وَ حَسَبُهُ.

أَلا[49] وَ إِنَّ الْمَالَ وَ الْبَنینَ حَرْثُ الدُّنْیَا، وَ الْعَمَلَ الصَّالِحَ حَرْثُ الآخِرَةِ، وَ قَدْ یَجْمَعُهُمَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ[50] لأَقْوَامٍ.

أَیُّهَا النَّاسُ[51]، اعْلَمُوا عِلْماً یَقیناً أَنَّ اللَّهَ تَعَالی[52] لَمْ یَجْعَلْ لِلْعَبْدِ، وَ إِنْ عَظُمَتْ حیلَتُهُ،

وَ اشْتَدَّتْ طَلِبَتُهُ، وَ قَوِیَتْ مَكیدَتُهُ، وَ كَثُرَتْ نِكَایَتُهُ[53]، أَكْثَرَ مِمَّا سُمِّیَ[54] لَهُ فِی الذِّكْرِ الْحَكیمِ.

وَ لَمْ یَحُلْ[55] بَیْنَ الْعَبْدِ فی[56] ضَعْفِهِ وَ قِلَّةِ حیلَتِهِ، وَ بَیْنَ أَنْ یَبْلُغَ مَا سُمِّیَ[57] لَهُ فِی الذِّكْرِ الْحَكیمِ.

أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَنْ یَزْدَادَ امْرُؤٌ نَقیراً بِحَذْقِهِ، وَ لَنْ یَنْتَقِصَ امْرُؤٌ نَقیراً بِحُمْقِهِ[58].

وَ الْعَارِفُ لِهذَا، الْعَامِلُ بِهِ، أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً فی مَنْفَعَةٍ.

وَ التَّارِكُ لَهُ، الشَّاكُّ فیهِ، أَعْظَمُ النَّاسِ شُغُلاً فی مَضَرَّةٍ.

[صفحه 361]

وَ رُبَّ مُنْعَمٍ عَلَیْهِ مُسْتَدْرَجٌ بِالنُّعْمی، وَ رُبَّ مُبْتَلیً مَصْنُوعٌ لَهُ بِالْبَلْوی.

فَزِدْ، أَیُّهَا الْمُسْتَمِعُ[59]، فی شُكْرِكَ، وَ أَبْقِ مِنْ سَعْیِكَ[60]، وَ قَصِّرْ مِنْ عَجَلَتِكَ، وَقِفْ عِنْدَ مُنْتَهی رِزْقِكَ.

یَا أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّ للَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالی فی كُلِّ نِعْمَةٍ حَقّاً مِنَ الشُّكْرِ[61]، فَمَنْ أَدَّاهُ زَادَهُ اللَّهُ مِنْهَا، وَ مَنْ قَصَّرَ فیهِ خَاطَرَ بِزَوَالِ نِعْمَتِهِ.

فَ لْیَرَكُمُ اللَّهُ مِنَ النِّعْمَةِ وَجِلینَ، كَمَا یَرَاكُمْ مِنَ النِّقْمَةِ فَرِقینَ.

إِنَّهُ مَنْ وُسِّعَ عَلَیْهِ فی ذَاتِ یَدِهِ فَلَمْ یَرَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجاً، فَقَدْ أَمِنَ مَخُوفاً، وَ مَنْ ضُیِّقَ عَلَیْهِ فی ذَاتِ یَدِهِ فَلَمْ یَرَ ذَلِكَ اخْتِبَاراً، فَقَدْ ضَیَّعَ مَأْمُولاً.

فَأَفِقْ، أَیُّهَا السَّامِعُ، مِنْ سَكْرَتِكَ، وَ اسْتَیْقِظْ مِنْ غَفْلَتِكَ، وَ اخْتَصِرْ[62] مِنْ عَجَلَتِكَ، وَ أَنْعِمِ[63] الْفِكْرَ فیمَا جَاءَكَ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالی[64] عَلی لِسَانَ النَّبِیِّ الأُمِّیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مِمَّا لا بُدَّ مِنْهُ وَ لا مَحیصَ عَنْهُ، وَ خَالِفْ مَنْ خَالَفَ ذَلِكَ إِلی غَیْرِهِ، وَ دَعْهُ وَ مَا رَضِیَ لِنَفْسِهِ،

وَ ضَعْ فَخْرَكَ، وَ احْطُطْ كِبْرَكَ، وَ اذْكُرْ قَبْرَكَ، فَإِنَّ عَلَیْهِ مَمَرَّكَ، وَ إِلَیْهِ مَصیرَكَ[65].

وَ كَمَا تُدینُ تُدَانُ، وَ كَمَا تَزْرَعْ تَحْصُدْ، وَ كَمَا تَصْنَعْ یُصْنَعْ بِكَ[66].

وَ مَا قَدَّمْتَ الْیَوْمَ تَقْدَمُ عَلَیْهِ لا مَحَالَةَ[67] غَداً، فَامْهَدْ لِقَدَمِكَ، وَ قَدِّمْ لِیَوْمِكَ.

فَلْیَنْفَعْكَ النَّظَرُ فیمَا وُعِظْتَ بِهِ، وَعِ مَا سَمِعْتَ وَ وُعِدْتَ بِهِ، فَقَدِ اكْتَنَفَكَ بِذَلِكَ خَصْلَتَانِ، وَ لا بُدَّ أَنْ تَقُومَ بِإِحْدَاهُمَا:

[صفحه 362]

إِمَّا طَاعَةِ اللَّهِ تَقُومُ لَهَا بِمَا سَمِعْتَ.

وَ إِمَّا حُجَّةِ اللَّهِ تَقُومُ لَهَا بِمَا عَلِمْتَ[68].

فَالْحَذَرَ، الْحَذَرَ، أَیُّهَا الْمُسْتَمِعُ، وَ الْجِدَّ، الْجِدَّ، أَیُّهَا الْغَافِلُ.

اَلْحَذَرَ، الْحَذَرَ، أَیُّهَا الْمَغْرُورُ[69]، فَوَ اللَّهِ لَقَدْ سَتَرَ حَتَّی كَأَنَّهُ قَدْ غَفَرَ، وَ لا یُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبیرٌ[70].


صفحه 356، 357، 358، 359، 360، 361، 362.








    1. إنتجبه بالولایة، و اختصّه بالاكرام، و بعثه بالرّسالة. ورد فی الغارات للثقفی ص 92.
    2. ورد فی المصدر السابق. و صفین ص 9. و مناقب الخوارزمی ص 267. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 108. و تذكرة الخواص ص 114. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 432. و منهاج البراعة ج 17 ص 179. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 92. و نهج البلاغة الثانی ص 53. باختلاف بین المصادر.
    3. تواصی به عباد اللّه. ورد فی صفین ص 9. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 108. و منهاج البراعة ج 17 ص 179. و نهج البلاغة الثانی ص 54.
    4. ورد فی الغارات ص 92. و صفین ص 10. و شرح الأخبار ج 1 ص 369. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 108. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 432. و منهاج البراعة ج 17 ص 179. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 92. و نهج البلاغة الثانی ص 53.
    5. ورد فی المصادر السابقة. باختلاف یسیر
    6. ورد فی وقعة صفین ص 10. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 108. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 432. و منهاج البراعة ج 17 ص 179. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 92. و نهج البلاغة الثانی ص 53.
    7. ورد فی المحاسن للبرقی ج 1 ص 396.
    8. فإنّ. ورد فی
    9. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 135.
    10. أجره. ورد فی صفین للمنقری ص 10. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 108. و منهاج البراعة ج 17 ص 179. و نهج البلاغة الثانی ص 54.
    11. ورد فی المصادر السابقة. و المحاسن للبرقی ج 1 ص 396. و شرح الأخبار للتمیمی ج 1 ص 369. باختلاف یسیر.
    12. ورد فی المصادر السابقة. باختلاف یسیر.
    13. فارتحلوا. ورد فی نسخة الأسترابادی ص 610. نسخة عبده ص 753. و نسخة الصالح ص 548. و نسخة العطاردی ص 490.
    14. غافر، 39. و وردت الآیة فی مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 92. و إنّ الدّار الآخرة لهی الحیوان لو كانوا یعلمون. العنكبوت، 64. و وردت هذه الآیة فی صفین ص 10. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 108. و منهاج البراعة ج 17 ص 180. و نهج البلاغة الثانی ص 54.
    15. ورد فی تحف العقول للحرّانی ص 108. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 318.
    16. ورد فی المصدرین السابقین. و غرر الحكم للآمدی ج 2 ص 796. باختلاف.
    17. یعدو. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 179. و نسخة ابن المؤدب ص 127.
    18. ورد فی تحف العقول للحرّانی ص 108. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 318.
    19. ورد فی المصدرین السابقین. و غرر الحكم للآمدی ج 2 ص 797. باختلاف.
    20. ورد فی المصدرین السابقین.
    21. ورد فی المصدرین السابقین.
    22. المزلّة. ورد فی نسخة الأسترابادی ص 202.
    23. ورد فی تحف العقول للحرّانی ص 108. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 318.
    24. ورد فی المصدرین السابقین.
    25. فی الهوی، و یتنكّب طریق العمی. ورد فی تحف العقول للحرّانی ص 108. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 318.
    26. تغییر فی. ورد فی المصدرین السابقین.
    27. الحشر، 18.
    28. إنّه لم یهلك من كان قبلكم إلاّ بحیث ما أتوا من المعاصی. ورد فی الزهد ص 164. و الغارات للثقفی ص 50. و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 377. باختلاف یسیر.
    29. عمّهم اللّه بعقوبة. ورد فی الغارات للثقفی ص 50.
    30. ورد فی المصدر السابق. و الزهد ص 164. و تاریخ دمشق ( ترجمة علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 270. و تحف العقول ص 109.

      و منهاج البراعة ج 3 ص 336. و نهج السعادة ج 1 ص 491. و ج 2 ص 320. و ج 3 ص 110. و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 377. باختلاف بین المصادر.

    31. أجسر. ورد فی الكامل لابن الأثیر ج 4 ص 210.
    32. ورد فی كتاب الزهد ص 164. و تاریخ دمشق ( ترجمة علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 270. و منهاج البراعة ج 3 ص 336. و نهج السعادة ج 1 ص 491، و ج 3 ص 110، و ص 204، و ص 338. و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 377. باختلاف بین المصادر.
    33. أجلا. ورد فی كتاب الزهد ص 164. و تاریخ دمشق ( ترجمة علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 270. و نهج السعادة ج 1 ص 491، و ج 3 ص 110 و ص 204 و ص 338.
    34. لا یقطعان رزقا. ورد فی الزهد ص 164. و تاریخ دمشق ( ترجمة الإمام علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 270. و نهج السعادة ج 3 ص 111. و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 377.
    35. القدر. ورد فی الإمامة و السیاسة لابن قتیبة ج 1 ص 134.
    36. ورد فی قرب الإسناد للقمی ص 19 عن الإمام جعفر الصادق ( ع ) و بالقرائن یتبین أن الروایة هی عن جده علی ( ع ).
    37. كقطر. ورد فی نسخة العام 400 ص 30. و نسخة ابن المؤدب ص 19. و نسخة نصیری ص 10. و نسخة الآملی ص 21.

      و نسخة ابن أبی المحاسن ص 31. و نسخة الأسترابادی ص 28. و نسخة العطاردی ص 30.

    38. كتب اللّه. ورد فی تاریخ الیعقوبی ج 2 ص 207. و تاریخ دمشق ( ترجمة علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 271.
    39. أصاب أحدكم مصیبة فی أهل أو مال أو نفس، و رأی. ورد فی الزهد ص 164. و نهج السعادة ج 3 ص 111.

      و مصباح البلاغة ج 1 ص 21 عن منتخب كنز العمال.

    40. عفوة. ورد فی هامش نسخة الآملی ص 21. و ورد عقرة فی قرب الإسناد للقمی ص 19.
    41. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 3 ص 126.
    42. ورد فی المصدر السابق ج 1 ص 492.
    43. بها عنه. ورد فی نسخة نصیری ص 10. و نسخة عبده ص 114. و نسخة الصالح ص 64. و نسخة العطاردی ص 30 عن شرح فیض الإسلام. و ورد تدفع عنه فی قرب الإسناد ص 19. و تاریخ دمشق ( ترجمة علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 270.
    44. ورد فی تاریخ الیعقوبی ص 207. و قرب الإسناد للقمی ص 19. و نهج السعادة للمحمودی ج 3 ص 126.
    45. ورد فی قرب الإسناد للقمی ص 19. و نهج السعادة للمحمودی ج 3 ص 126.
    46. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 3 ص 322.
    47. للأبرار. ورد فی نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 306.
    48. رزق من اللّه واسع. ورد فی الغارات ص 51. و ورد رزق من اللّه یأتیه عاجل فی كنز العمال ج 16 ص 192.
    49. ورد فی الإمامة و السیاسة لابن قتیبة ج 1 ص 134.
    50. ورد فی قرب الإسناد للقمی ص 19. و نهج السعادة للمحمودی ج 3 ص 323.
    51. ورد فی تحف العقول للحرّانی ص 109. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 321.
    52. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 256. و مصباح البلاغة للمیرجهانی ج 2 ص 107 عن مجموعة ورّام.
    53. ورد فی تحف العقول للحرّانی ص 109. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 321.
    54. قدّر. ورد فی المصدرین السابقین.
    55. یجعل. ورد فی
    56. علی. ورد فی تحف العقول للحرّانی ص 109. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 321.
    57. كتب. ورد فی المصدرین السابقین.
    58. ورد فی المصدرین السابقین. و مصباح البلاغة للمیرجهانی ج 2 ص 108 عن مجموعة ورّام.
    59. المستنفع. ورد فی نسخة الصالح ص 524.
    60. ورد فی
    61. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 240.
    62. احتصر. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 120.
    63. أمعن. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 179.
    64. ورد فی تحف العقول للحرّانی ص 109. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 321.
    65. ورد فی المصدرین السابقین.
    66. ورد فی المصدرین السابقین.
    67. ورد فی المصدرین السابقین.
    68. ورد فی تحف العقول للحرّانی ص 109. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 321.
    69. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 144.
    70. فاطر، 14.