کد مطلب:90517 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:524
وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَ الرَّدی، مَنْ یَهْدِی اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ یُضْلِلْ فَلا هَادِیَ لَهُ. وَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَریكَ لَهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدی وَ دینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. إِنْتَجَبَهُ لأَمْرِهِ، وَ اخْتَصَّهُ بِنُبُوَّتِهِ[1]. أَكْرَمُ خَلْقِهِ عَلَیْهِ، وَ أَحَبُّهُمْ إِلَیْهِ. فَبَلَّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ، وَ نَصَحَ لأُمَّتِهِ، وَ أَدَّی الَّذی عَلَیْهِ[2]. أُوصیكُمْ، عِبَادَ اللَّهِ، بِتَقْوَی اللَّهِ، فَإِنَّهَا خَیْرُ مَا تَوَاصَی الْعِبَادُ بِهِ[3]، وَ أَقْرَبُهُ مِنْ رِضْوَانِ [صفحه 356] اللَّهِ[4]، وَ خَیْرُ عَوَاقِبِ الأُمُورِ عِنْدَ اللَّهِ، وَ بِتَقْوَی اللَّهِ أُمِرْتُمْ، وَ لِلاِحْسَانِ وَ الطَّاعَةِ خُلِقْتُمْ[5]. فَاحْذَرُوا مِنَ اللَّهِ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ، فَإِنَّهُ حَذَّرَ بَأْساً شَدیداً[6]، وَ اخْشَوْهُ خَشْیَةً لَیْسَتْ بِتَعْذیرٍ. وَ اعْمَلُوا للَّهِ[7] فی غَیْرِ رِیَاءٍ وَ لا سُمْعَةٍ، فَإِنَّهُ[8] مَنْ یَعْمَلْ لِغَیْرِ اللَّهِ یَكِلْهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ[9] إِلی مَنْ عَمِلَ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ، وَ مَنْ یَعْمَلْ مُخْلِصاً للَّهِ یَتَوَلَّی اللَّهُ ثَوَابَهُ[10]. وَ أَشْفِقُوا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَمْ یَخْلُقْكُمْ عَبَثاً، وَ لَمْ یَدَعْ شَیْئاً مِنْ أَمْرِكُمْ سُدیً. قَدْ سَمَّی آجَالَكُمْ، وَ كَتَبَ آثَارَكُمْ، وَ عَلِمَ أَسْرَارَكُمْ، وَ أَحْصی أَعْمَالَكُمْ. فَلا تَغْتَرُّوا بِالدُّنْیَا فَإِنَّهَا[11] ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ تَغُرُّ وَ تَضُرُّ وَ تَمُرُّ، غَرَّارَةٌ لأَهْلِهَا، مَغْرُورٌ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا، وَ إِلی فَنَاءٍ مَا هُوَ عَلَیْهَا[12]. إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی لَمْ یَرْضَهَا ثَوَاباً لأَوْلِیَائِهِ، وَ لا عِقَاباً لأَعْدَائِهِ. وَ إِنَّ أَهْلَ الدُّنْیَا كَرَكْبٍ بَیْنَا هُمْ حَلُّوا، إِذْ صَاحَ بِهِمْ سَائِقُهُمْ فَرَحَلُوا[13]، وَ إِنَّ الآخِرَةَ هِیَ دَارُ الْقَرَارِ[14]. [صفحه 357] أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْمَكْرَ وَ الْخَدیعَةَ فِی النَّارِ، فَكُونُوا مِنَ اللَّهِ عَلی وَ جَلَّ، وَ مِنْ صَوْلَتِهِ عَلی حَذَرٍ. إِنَّ اللَّهَ لا یَرْضی لِعِبَادِهِ بَعْدَ إِعْذَارِهِ وَ إِنْذَارِهِ اسْتِطْرَاداً وَ اسْتِدْرَاجاً مِنْ حَیْثُ لا یَعْلَمُونَ، وَ لِهذَا یُضِلُّ سَعْیَ الْعَبْدِ حَتَّی یَنْسَی الْوَفَاءَ بِالْعَهْدِ، وَ یَظُنَّ أَنَّهُ قَدْ أَحْسَنَ صُنْعاً. وَ لا یَزَالُ كَذَلِكَ فی ظَنٍّ وَ رَجَاءٍ، وَ غَفْلَةٍ عَمَّا جَاءَهُ مِنَ النَّبَأِ، یَعْقِدُ عَلی نَفْسِهِ الْعَقْدَ، وَ یُهْلِكُهَا بِكُلِّ جُهْدٍ[15]، وَ هُوَ فی مُهْلَةٍ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلی عَهْدٍ[16]، یَهْوی بِهَا مَعَ الْغَافِلینَ، وَ یَغْدُو[17] مَعَ الْمُذْنِبینَ، وَ یُجَادِلُ فی طَاعَةِ اللَّهِ الْمُؤْمِنینَ، وَ یَسْتَحْسِنُ تَمْویهَ الْمُتْرَفینَ. فَهؤُلاءِ قَوْمٌ شُرِحَتْ صُدُورُهُمْ بِالشُّبْهَةِ، وَ تَطَاوَلُوا عَلی غَیْرِهِمْ بِالْفِرْیَةِ، وَ حَسِبُوا أَنَّهَا للَّهِ قُرْبَةٌ، وَ ذَلِكَ لأَنَّهُمْ عَمِلُوا بِالْهَوی، وَ غَیَّرُوا كَلامَ الْحُكَمَاءِ، وَ حَرَّفُوهُ بِجَهْلٍ وَ عَمی، وَ طَلَبُوا بِهِ السُّمْعَةَ وَ الرِّیَاءَ[18]، بِلا سَبیلٍ قَاصِدٍ، وَ لا إِمَامٍ قَائِدٍ، وَ لا عِلْمٍ مُبینٍ، وَ لا دینٍ مَتینٍ، وَ لا أَعْلامٍ جَارِیَةٍ، وَ لا مَنَارٍ مَعْلُومٍ، إِلی أَمَدِهِمْ، وَ إِلی مَنْهَلٍ هُمْ وَارِدُوهُ[19]. حَتَّی إِذَا كَشَفَ اللَّهُ[20] لَهُمْ عَنْ جَزَاءِ مَعْصِیَتِهِمْ، وَ اسْتَخْرَجَهُمْ مِنْ جَلابیبِ غَفْلَتِهِمْ، اسْتَقْبَلُوا مُدْبِراً، وَ اسْتَدْبَرُوا مُقْبِلاً، فَلَمْ یَنْتَفِعُوا بِمَا أَدْرَكُوا مِنْ طَلِبَتِهِمْ، وَ لا بِمَا قَضَوْا مِنْ وَطَرِهِمْ، وَ صَارَ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ وَبَالاً، فَصَارُوا یَهْرُبُونَ مِمَّا كَانُوا یَطْلُبُونَ[21]. فَإِنّی أُحَذِّرُكُمْ وَ نَفْسِیَ هذِهِ الْمَنْزِلَةَ[22]، وَ آمُرُكُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ الَّذی لا یَنْفَعُ غَیْرُهُ[23]. فَلْیَنْتَفِعِ امْرُؤٌ بِنَفْسِهِ إِنْ كَانَ صَادِقاً عَلی مَا یُجِنُّ ضَمیرُهُ[24]، فَإِنَّمَا الْبَصیرُ مَنْ سَمِعَ فَتَفَكَّرَ، وَ نَظَرَ فَأَبْصَرَ، وَ انْتَفَعَ بِالْعِبَرِ، ثُمَّ سَلَكَ جَدَداً وَاضِحاً، یَتَجَنَّبُ فیهِ الصَّرْعَةَ فِی الْمَهَاوی، [صفحه 358] وَ الضَّلالَ فِی الْمَغَاوی[25]، وَ لا یُعینُ عَلی نَفْسِهِ الْغُوَاةَ، بِتَعَسُّفٍ فی حَقٍّ، أَوْ تَحْریفٍ فی نُطْقٍ، أَوْ تَخَوُّفٍ مِنْ[26] صِدْقٍ. وَ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. قُولُوا مَا قیلَ لَكُمْ، وَ سَلِّمُوا لِمَا رُوِیَ لَكُمْ، وَ لا تَكَلَّفُوا مَا لَمْ تُكَلَّفُوا، فَإِنَّمَا تَبِعَتُهُ عَلَیْكُمْ فیمَا كَسَبَتْ أَیْدیكُمْ، وَ لَفَظَتْ أَلْسِنَتُكُمْ، أَوْ سَبَقَتْ إِلَیْهِ غَایَاتُكُمْ. وَ احْذَرُوا الشُّبْهَةَ، فَإِنَّهَا وُضِعَتْ لِلْفِتْنَةِ. وَ اقْصُدُوا السُّهُولَةَ. وَ اعْمَلُوا فیمَا بَیْنَكُمْ بِالْمَعْرُوفِ مِنَ الْقَوْلِ وَ الْفِعْلِ. وَ اسْتَعْمِلُوا الْخُضُوعَ، وَ اسْتَشْعِرُوا الْخَوْفَ وَ الاِسْتِكَانَةَ للَّهِ. وَ اعْمَلُوا فیمَا بَیْنَكُمْ بِالتَّوَاضِعِ وَ التَّنَاصُفِ، وَ التَّبَاذُلِ وَ كَظْمِ الْغَیْظِ، فَإِنَّهَا وَصِیَّةُ اللَّهِ. وَ إِیَّاكُمْ وَ التَّحَاسُدَ وَ الأَحْقَادَ فَإِنَّهُمَا مِنْ فِعْلِ الْجَاهِلِیَّةِ. وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبیرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[27]. أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِرُكُوبِهِمُ الْمَعَاصِی[28]، وَ لَمْ یَنْهَهُمُ الرَّبّانِیُّونَ وَ الأَحْبَارُ عَنْ ذَلِكَ، فَإِنَّهُمْ لَمَّا تَمَادَوْا فِی الْمَعَاصی أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِمُ الْعُقُوبَاتِ[29]. أَلا فَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ یَنْزِلَ بِكُمُ الَّذی نَزَلَ بِهِمْ[30]. أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ، إِنَّهُ مَنْ رَأَی عُدْوَاناً یُعْمَلُ بِهِ، وَ مُنْكَراً یُدْعی إِلَیْهِ، فَأَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وَ بَرِئَ. [صفحه 359] وَ مَنْ أَنْكَرَهُ بِلِسَانِهِ فَقَدْ أُجِرَ[31]، وَ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِهِ. وَ مَنْ أَنْكَرَهُ بِالسَّیْفِ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِیَ الْعُلْیَا وَ كَلِمَةُ الظَّالِمینَ هِیَ السُّفْلی، فَذَلِكَ الَّذی أَصَابَ سَبیلَ الْهُدی، وَ قَامَ عَلَی الطَّریقِ، وَ نَوَّرَ اللَّهُ فی قَلْبِهِ الْیَقینَ. أَلا وَ اعْلَمُوا[32] أَنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَخُلُقَانِ مِنْ خُلُقِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَ أَنَّهُمَا لا یُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ[33]، وَ لا یَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ[34]. فَإِنَّ الأَمْرَ[35] یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الأَرْضِ كُلَّ یَوْمٍ[36] كَقَطَرَاتِ[37] الْمَطَرِ، إِلی كُلِّ نَفْسٍ بِمَا قُسِمَ[38] لَهَا مِنْ زِیَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ، فی أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ. فَإِذَا رَأَی [39] أَحَدُكُمْ لأَخیهِ غَفیرَةً[40] فی أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ فَلا تَكُونَنَّ لَهُ فِتْنَةً، فَإِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مَا لَمْ یَغْشَ دَنَاءَةً تَظْهَرُ فَیَخْشَعَ لَهَا، وَ تُذِلُّهُ[41] إِذَا ذُكِرَتْ لَهُ[42]، وَ یُغْری بِهَا لِئَامُ النَّاسِ، كَانَ كَالْفَالِجِ الْیَاسِرِ الَّذی یَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِهِ، تُوجِبُ لَهُ الْمَغْنَمَ، وَ یُرْفَعُ عَنْهُ بِهَا[43] [صفحه 360] الْمَغْرَمُ. وَ كَذَلِكَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ الْبَرِی ءُ مِنَ الْخِیَانَةِ وَ الْكَذِبِ[44] یَنْتَظِرُ مِنَ اللَّهِ كُلَّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ[45] إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ: إِمَّا دَاعِیَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ[46]، فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ لَهُ[47]. وَ إِمَّا رِزْقَ اللَّهِ[48]، فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْلٍ وَ مَالٍ وَ مَعَهُ دینُهُ وَ حَسَبُهُ. أَلا[49] وَ إِنَّ الْمَالَ وَ الْبَنینَ حَرْثُ الدُّنْیَا، وَ الْعَمَلَ الصَّالِحَ حَرْثُ الآخِرَةِ، وَ قَدْ یَجْمَعُهُمَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ[50] لأَقْوَامٍ. أَیُّهَا النَّاسُ[51]، اعْلَمُوا عِلْماً یَقیناً أَنَّ اللَّهَ تَعَالی[52] لَمْ یَجْعَلْ لِلْعَبْدِ، وَ إِنْ عَظُمَتْ حیلَتُهُ، وَ اشْتَدَّتْ طَلِبَتُهُ، وَ قَوِیَتْ مَكیدَتُهُ، وَ كَثُرَتْ نِكَایَتُهُ[53]، أَكْثَرَ مِمَّا سُمِّیَ[54] لَهُ فِی الذِّكْرِ الْحَكیمِ. وَ لَمْ یَحُلْ[55] بَیْنَ الْعَبْدِ فی[56] ضَعْفِهِ وَ قِلَّةِ حیلَتِهِ، وَ بَیْنَ أَنْ یَبْلُغَ مَا سُمِّیَ[57] لَهُ فِی الذِّكْرِ الْحَكیمِ. أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَنْ یَزْدَادَ امْرُؤٌ نَقیراً بِحَذْقِهِ، وَ لَنْ یَنْتَقِصَ امْرُؤٌ نَقیراً بِحُمْقِهِ[58]. وَ الْعَارِفُ لِهذَا، الْعَامِلُ بِهِ، أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً فی مَنْفَعَةٍ. وَ التَّارِكُ لَهُ، الشَّاكُّ فیهِ، أَعْظَمُ النَّاسِ شُغُلاً فی مَضَرَّةٍ. [صفحه 361] وَ رُبَّ مُنْعَمٍ عَلَیْهِ مُسْتَدْرَجٌ بِالنُّعْمی، وَ رُبَّ مُبْتَلیً مَصْنُوعٌ لَهُ بِالْبَلْوی. فَزِدْ، أَیُّهَا الْمُسْتَمِعُ[59]، فی شُكْرِكَ، وَ أَبْقِ مِنْ سَعْیِكَ[60]، وَ قَصِّرْ مِنْ عَجَلَتِكَ، وَقِفْ عِنْدَ مُنْتَهی رِزْقِكَ. یَا أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّ للَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالی فی كُلِّ نِعْمَةٍ حَقّاً مِنَ الشُّكْرِ[61]، فَمَنْ أَدَّاهُ زَادَهُ اللَّهُ مِنْهَا، وَ مَنْ قَصَّرَ فیهِ خَاطَرَ بِزَوَالِ نِعْمَتِهِ. فَ لْیَرَكُمُ اللَّهُ مِنَ النِّعْمَةِ وَجِلینَ، كَمَا یَرَاكُمْ مِنَ النِّقْمَةِ فَرِقینَ. إِنَّهُ مَنْ وُسِّعَ عَلَیْهِ فی ذَاتِ یَدِهِ فَلَمْ یَرَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجاً، فَقَدْ أَمِنَ مَخُوفاً، وَ مَنْ ضُیِّقَ عَلَیْهِ فی ذَاتِ یَدِهِ فَلَمْ یَرَ ذَلِكَ اخْتِبَاراً، فَقَدْ ضَیَّعَ مَأْمُولاً. فَأَفِقْ، أَیُّهَا السَّامِعُ، مِنْ سَكْرَتِكَ، وَ اسْتَیْقِظْ مِنْ غَفْلَتِكَ، وَ اخْتَصِرْ[62] مِنْ عَجَلَتِكَ، وَ أَنْعِمِ[63] الْفِكْرَ فیمَا جَاءَكَ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالی[64] عَلی لِسَانَ النَّبِیِّ الأُمِّیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مِمَّا لا بُدَّ مِنْهُ وَ لا مَحیصَ عَنْهُ، وَ خَالِفْ مَنْ خَالَفَ ذَلِكَ إِلی غَیْرِهِ، وَ دَعْهُ وَ مَا رَضِیَ لِنَفْسِهِ، وَ ضَعْ فَخْرَكَ، وَ احْطُطْ كِبْرَكَ، وَ اذْكُرْ قَبْرَكَ، فَإِنَّ عَلَیْهِ مَمَرَّكَ، وَ إِلَیْهِ مَصیرَكَ[65]. وَ كَمَا تُدینُ تُدَانُ، وَ كَمَا تَزْرَعْ تَحْصُدْ، وَ كَمَا تَصْنَعْ یُصْنَعْ بِكَ[66]. وَ مَا قَدَّمْتَ الْیَوْمَ تَقْدَمُ عَلَیْهِ لا مَحَالَةَ[67] غَداً، فَامْهَدْ لِقَدَمِكَ، وَ قَدِّمْ لِیَوْمِكَ. فَلْیَنْفَعْكَ النَّظَرُ فیمَا وُعِظْتَ بِهِ، وَعِ مَا سَمِعْتَ وَ وُعِدْتَ بِهِ، فَقَدِ اكْتَنَفَكَ بِذَلِكَ خَصْلَتَانِ، وَ لا بُدَّ أَنْ تَقُومَ بِإِحْدَاهُمَا: [صفحه 362] إِمَّا طَاعَةِ اللَّهِ تَقُومُ لَهَا بِمَا سَمِعْتَ. وَ إِمَّا حُجَّةِ اللَّهِ تَقُومُ لَهَا بِمَا عَلِمْتَ[68]. فَالْحَذَرَ، الْحَذَرَ، أَیُّهَا الْمُسْتَمِعُ، وَ الْجِدَّ، الْجِدَّ، أَیُّهَا الْغَافِلُ. اَلْحَذَرَ، الْحَذَرَ، أَیُّهَا الْمَغْرُورُ[69]، فَوَ اللَّهِ لَقَدْ سَتَرَ حَتَّی كَأَنَّهُ قَدْ غَفَرَ، وَ لا یُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبیرٌ[70].
بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ، أَحْمَدُهُ وَ أَسْتَعینُ بِهِ، وَ أَسْتَهْدیهِ وَ أُؤْمِنُ بِهِ، وَ أَتَوَكَّلُ عَلَیْهِ.
صفحه 356، 357، 358، 359، 360، 361، 362.
و منهاج البراعة ج 3 ص 336. و نهج السعادة ج 1 ص 491. و ج 2 ص 320. و ج 3 ص 110. و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 377. باختلاف بین المصادر. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 31. و نسخة الأسترابادی ص 28. و نسخة العطاردی ص 30. و مصباح البلاغة ج 1 ص 21 عن منتخب كنز العمال.